الاثنين، 19 نوفمبر 2012

نهاية كل شيء وبداية كل شيء!









يقولون أن الألم يولد النسيان! ماذا لو كان الألم أكبر من أن ينسى؟ ماذا لو كان القلب أضعف من أن يتحمل المصائب؟ 
كم من الصعب أن يظل الإنسان في ثبات عميق ممتد  ثم يصحو على صفعة تكاد تفصل الرأس عن الجسد .. حينها تحتار المشاعر ما بين المفاجأة والصدمة والحزن.

أهٍ أيها القلب ما أضعفك! أهٍ أيتها الدموع ما أصعب انهمارك! أهٍ أيها النسيان كم أنت صعب المنال! 

يال هذه الحياة التافهه التي تنتهي في ثوان .. كم من شخص كان يأكل ويشرب ويتتفس وينام ويصحو كباقي بني الإنسان ثم في لحظة ينتهي كل شيء!! 
يا الله ما أشدها من صفعة! و ما أصعبها من لحظات! يتحول الصمت فيها إلى سجان يكبل اللسان بسلاسله وتتحول العبرات إلى قطرات من لهب تشعل القلب بلا رحمة.
فجأة تغدو حياة الأشخاص مجرد ذكريات ويصبح الفرد منهم مجرد صور ومواقف في خيال من أحبوه .. رحماك ياربي.
أتسال كيف تنجح الدنيا في أن تلهينا عن هذه الحقيقة فننساها أو .... نتناساها (قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم) (كل من عليها فان) (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد) .. 
نعم إنه "الموت" نهاية كل شيء وبداية كل شيء .. كم من الصعب مراقبة الحياة وهي تفنى وتنتهي وتأخذ الواحد تلو الآخر من حولك .. في كل مرة يشُق الأمر أكثر، وكل فجيعة تأتي توقظ ما في الفؤاد من حزن وذكريات عن أشخاص كانوا يوما هنا .. ثم ذهبوا بلا عودة.
كم تمنيت أن أخبرك بمقدار حبكي لك وبمكانتك في قلبي، كنت أقول في نفسي:"سيأتي اليوم الذي أخبره فيه بهذه الكلمات وأقبل رأسه  فلا يوجد أكثر من الأيام" .. يالي من حمقاء! كيف ظننت أن الأيام ملكي؟ بماذا ينفعني التمني الآن؟! ليس بيدي يا عمي الحبيب سوى الدعاء لك في كل وقت وفي كل صلاة بالرحمة والمغفرة وبجنة عرضها السماوات والأرض.
سأترك دموعي تنهمر وأردد قول سيد الخلق "إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك لمحزونون".

الخميس، 28 يونيو 2012

نقطة و من أول السطر






كل شيءِ يبدو غريباً و غيرَ مألوف! أناسٌ كثيرون .. وجوهٌ غريبة .. طلابٌ على عجلة من أمرهم .. مجموعات من الناس مبعثرةٌ هنا و هناك .. طالبات يثرثرن وبتبادلن الضحكات .. أشعر أني ضائعةٌ في هذا المكان .. كم تبدو فكرة الرجوع من حيث اتيت لامعةً الآن ..  ما هذا اليوم؟!  كأني طفلة تركتها والدتها في يومها المدرسي الأول! لماذا يحملق الجميع بي هكذا؟! هل أبدو تائهة إلى هذا الحد؟ حسناً سآخذ نفساً عميقاً وأبدا بالبحث عن مكاني .. سأسأل عن مكان قسمي أو بالأحرى محاضراتي.
لا انكر أني غضبت عندما كررت نفس السؤال مرارا وكنت أتلقي ردة الفعل نفسها على وجوه من سألتهن مع نفس الإجابة العقيمة "انتِ سنة أولى؟!" نعم أيها القوم أنا في عامي الجامعي الأول بل تحديداً في اليوم الأول ما هو المضحك في هذا؟!
أخيراً وجدت ما أبحث عنه .. قلت لنفسي "حسناً سأذهب و أرى جدول محاضرتي الآن .. آمل ألا أكون قد تأخرت كثيراً" .. أخذت أبحث و أبحث حتى وجدته .. و المضحك أني لم أفهم شيئاً أبداً! كانت تبدو أسماء المواد غير مألوفةٍ بالنسبة لي .. حدثت نفسي قائلةً "أنا سأدرس هذه المواد؟! يال المأساة! أنا لا أفهم حتى ما تعنيه أسماؤها؟!" رفعت رأسي عن الجدول لأرى فتاة جميلة ترتدي نظاراتٍ شمسية هذه التي كنت اعتبرها ترفيهاً في ذلك الوقت، كانت في كامل زينتها و سألتني بصوتها الناعم "لو سمحتِ .. انتِ في قسم ايه؟" لم أجب عليها و صمتت قليلاً حتى أتت فتاة أخرى تشبهها تبدو في عجلة من أمرها و قالت "إعلام زيك يا زهراء .. روحوا بقى المحاضرات مع بعض" ابتسمت عندما رأيت الفتاة الثانية وعرفت أن "زهراء" في نفس قسمي و هي تائهةٌ أيضاً فقررت أن أذهب معها و أنا اتمتم "يا إلهي هل ستكون هذه الفتاة المدللة رفيقتي؟! ليتها كانت الثانية".
عندما أتذكر هذا اليوم أنفجر ضاحكةً .. أنا أذكر يومي الجامعي الأول بكل تفاصيله الدقيقة .. أذكر كم كنت متلعثمة في كلامي .. أذكر كم كانت خطواتي سريعة .. أذكر وجهي العابس دائماً .. أذكر محاضرتي الأولى و لو تحدث عنها لكان كتاباً هزلياً مليئاً بالنكات و ردات الفعل المضحكة .. أذكر كيف كانت تبدو هذه الفتاة المدللة التي أصبحت الآن أعز صديقاتي و أقرب إلى قلبي من عقلي.
كم كنت أرى يوم التخرج بعيداً حينها! لم أكن أدرك أنه لا يوجد أسرع من الأيام .. كان حري بيَ ألا أتسابق معها فهي سريعة جدا و تسبق كل من كان .. أهٍ أيها الزمان العجول .. ألم يكن بوسعك الإنتظار قليلاً حتى أشبع من جامعتي وأصدقائي؟! .. كنت أنظر لصديقاتي في آخر امتحان لنا و أرى أعينهن تترقرق بالدموع .. كن يعانقنني بشدة مرددين عبارات الوداع .. و حتى الآن لا استطيع حل لغز جسدي الذي كان يتيبس كلما عانقتني احداهن مكررةً نفس الجملة "هتوحشينا يا زينب"! و عند هذه الجملة بالذات تتصارع أفكاري ما بين أمرين احداهما هو بعنوان "ليس هذا هو الوداع" و الآخر بعنوان "لما المبالغة في الأمر؟".
صدق من قال "الجامعة هي من أروع المراحل التعليمية التي يمر بها المرء" هي فعلاً كذلك بالنسبة لي .. فيها تجمعت أجمل صحبةٍ لي في حياتي .. لم أرى الخبث أو الكره أو الحقد في أعين واحدة منهن .. دائماً يُسمعنني أفضل الكلمات .. يكن بجانبي عند الحزن والفرح الضعف والقوة النجاح والفشل .. صممت كل واحدة منهن مكاناً جميلاً في قلبي يوجد به ما تحبه وأحبه و ما بيننا من أسرار ومناقشات ولعب وجد، هذا المكان لا يوجد به سوى الجمال و الحب و النقاء .. اريحوا بالكن يا صديقاتي فمكان كل واحدة منكن محفوظ ما حييت.
ها أنا الآن أنهي فترة أخرى من عمري و مرة أخرى تختلط عليَ مشاعر الحزن والسرور .. ها أنا الآن أختم هذا الفصل من كتاب حياتي بكل ما فيه من مواقف وعبرات ولحظات سعادة وشجن .. ها أنا الآن أقاوم رغبتي في البقاء في صفحات الفصل لأن طي الصفحات هو سنة الحياة .. و ها أنا الآن أدخل في فصل جديد و أبدأ في كتابة تفاصيله فـ "نقطة ومن أول السطر".

الأحد، 13 مايو 2012

هاهنا انتهت مهلتي







لماذا وكيف انتهت مهلـــــتـــــي           ستروي السطور هنا حكايــتي

فيارب إني ما هويتُ البكـــــاءَ               وتأبــــــى انحناءً له هامــتي


لـــكن الليالي الطوالَ الشـــدادَ               أبت إلا مـــــوتاً لارادتــــــــــي

فما أعلى صوتُ قلبي الحزين               و ما أكثرَ دموعي على وجنتي

و يومٌ يجيء وراءَه يــــــــــــومٌ              و أجلسُ وحدي في غرفــــــتي

فلا الليلُ يؤسي لجرحِ الزمــانِ              و لا الصبحُ قللَ من حـــــيرتي


و لا غيرتني تلك السنيــــــــــنُ              ولا محت ما قد حوت جــــــعبتي


اناجيك أيها النسيـــــــــــــــــانُ              تعالَ و رافقني في رحلتـــــي

تعالَ لتغدو أنيســـــــــــــاً لقلبي             فقد غلب شجني على بـسمتي

 وكن لي رفيقاً بطول الطريـــــق            و اشدد بأزري و عزيمـــــــتي

تعال فإن دربي طويـــــــــــــلٌ               و ضع راحتيكَ على راحـــــتي

 أريدٌ أن أمــــــــحو تلك الآلام               و كم أرغبُ أن تطولَها  سلطتي

فيا قلبي يا هــــــــاويَ الأحزان               يا من حكمت على فرحـــــــتي

يامن فتحت للخــــــــــــوفِ بابا               تعجز عن  صدِه قوتـــــــــــي

يامن تهوى نعيقَ الـــــــغراب               وتنفي العصافيرَ من جنتــــــــي

فما ذنبي إن كانوا ذئــــــــــــاباً             غطي عِوائَهم على ضحــــــــكتي!

و ما العيبُ أني أريدُ الحيــاةَ؟              و ما الخطأُ في نظريتــــــــــــي؟

ابا الشــابي عذراً وددت اقتباساً               ينير ضيـــــــــــاه صدى كربتي

أما آن للصبحِ أن ينتشـــــــــر؟              و  يخطو بنورهِ على صفحتـــــــي

أما آن للقيدِ أن ينكــــــــــــسر؟              و أحصُد بعدَهُ حريتـــــــــــــــــي

سأكسرُ أغلالَ الجحيمِ يومــــــاً              بصوتي، بصمتي و ببسمتــــــــي

و مهما بكيت ومهما صرخت             فيوماً أضل ويوماً سأعثر على ضالتي

و أرمي على كل وغد سهامــاً               و اكتب على كلِ سهمٍ جمـــــــــلتي

ساكتبُ هؤلاءِ كانوا ذئابـــــــاً               ساكتب هاهنا انتهت مهلتـــــــــــي











الاثنين، 7 مايو 2012

نفسي وصبايَ وأحلامي




أنا .. أحلامي .. أفكاري .. دائما ما نكون في صراع مستمر حول مختلف المواقف التي تضعنا فيها الحياة، فالأنا دائماً تسعى إلى تحقيق ما ترغبه النفس دون النظر إلى عواقب هذا الاختيار، و أحلامي دائماً ما تحاول أن تشق طريقها وسط الكم الهائل من العوائق والعراقيل التي تجدها في أغلب الأحيان متربصة لها في وسط الطريق، و أفكاري في حالة تبعثر هنا وهناك ما بين الاختيارات التي تفرضها الحياة وما بين المتضادات المختلفة من قريب وبعيد وسهل و صعب وسيء وحسن ...... إلخ.
و بين هؤلاء الثلاثة تبقى نفسي حائرة، فتارة تجري وراء الأحلام وتارة تحاول اللحاق بمتطلبات الأنا وتارة تحاول جمع شتات الأفكار المتزاحمة، أما تعبتي أيتها النفس من العدو وراء هذا وذاك؟! ما أطول هذا الطريق الذي تسيرين فيه بلا وجهه ولا هدف، أه لو استطيع فقط التوفيق ما بين هؤلاء الأعداء الثلاثة ((النفس .. الأحلام .. الأفكار)).
ليتني أعود صبية صغيرة لا يشغل بالها شيء، فكلما كبر المرء كبر الصراع بداخله، أنظر للناس وأحملق في تعابير وجهوهم الهادئة واتسائل هل هذا حال عقولهم أيضا؟ أم أنهم يتظاهرون بالهدوء بينما تتصارع أفكارهم معاً؟ أنا أيضاً كثيراً ما أجلس صامته متظاهرة بالهدوء على عكس ما يجري في مكنون نفسي من تشاجرات ومناقشات.
ترى كيف أوفق ما بين ما أريد و ما ينبغي أن أفعل؟ فتارة أجد نفسي ترغب في الانطلاق واللعب وكأنها طلفة صغيرة لم تتجاوز الخامسة بعد، وتارة أخرى أجدها تريد أن تصبح تلك الفتاة العاقلة الناضجة التي تسعى إلى هدفها في خطىً ثابتة دون النظر إلى الخلف .. لقد احترت واحتار دليلي، حتى أنني في كثير من الأحيان لا أعرف كيف أصف نفسي! هل أنا تلك الفتاة المرحة الضحوكة التي تلطف الجو من حولها؟ أم أنا تلك الفتاة العابسة الجادة التي تحب العمل ليل نهار؟.
أهٍ .. يارب لقد تعبت من هذه الحيرة التي تلاحقني كظلي ولا ترتضي الانفصال عني، ألست كباقي البشر؟ أعيش واتعايش .. آكل .. أشرب .. أنام .. أصحو.. أفرح .. أبكي....إلخ، ما المختلف عندي إذاً حتى أشعر أنني غريبة بينهم؟ لماذا أجد الكتابة على الورق أسهل كثيراً من البوح بما تفيض به نفسي لأحد الأشخاص أياً كانت درجة حبي له؟.
نفسي .. أحلامي .. أفكاري .. أتدرون أنكم من جعلني هكذا؟ لماذا لا تلتقون في طريق واحد؟ أعلم أن هناك شيء ما يربطكم معاً، وعليَ أن أبحث عنه حتى أتخلص مما أنا فيه .. يا ترى ماهو هذا الشيء؟ ما الشيء الذي يجتمع فيه كل شيء؟ ما الشيء الذي يجمع كل نواحي الحياة ويحلَ جميع المشكلات ويرتب كل الأفكار ويحقق جميع الأحلام و يدخل إلى لنفسي السلام والطمأنينة.
نعم إنه هو .. إنه الإســـلام، إنه دين الأديان وخلاص الروح وسلام العقل وهدوء النفس، أهٍ ما أغبانيّ أبقيت كل هذا الوقت أبحث عن ما يرضيني وما يحقق لي أحلامي و هو أمامي واضح وضوع الشمس في وضح النهار؟! بتُ الآن أعرف سبب ما كنت فيه من حيرة وضلال، كم أشفق على هؤلاء الذين لم يجدوه بعد .. و صدق من قال: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزةَ في غيره أذلنا الله" (:

الثلاثاء، 1 مايو 2012

عجزنا نحبس الدمعة





عجزنا نحبس الدمعة
و الحزن جوانا بحور
و نتمنى لو ضوء شمعة
يضيء سكة المجهول
بداخلنا أمور جامعة
لكل الهم المستور
و أه لو الناس سامعة
بكا قلبي المقهور
و أه من جرح قلب
موجود من زمان محفور
في عين كل الناس لمعة
تحسسني بخوف و سرور
خوف لتسيل الدمعة
وتخرج معاها بحور
و سرور بالحياة الناعمة
و بالحب اللي ماله سور
و أه من سكك قاطعة
على سطورها الشوك منثور
سكوتي فيا نار والعة
تخلي فؤادي تاني يثور
و أقول للصبر يا طيب
و خليك يا قلبي صبور
يقولي القلب انا صابر
ما كنت طول عمري صبور
أقوله اصبر كمان حبة
دانت صبرت معايا دهور
يقولي صبري خلاص ولى
و لست على الصبر مجبور
إزاي اصبر على حاجة
مزيفة و كلها زور
إزاي اصبر و استني
و خلاص الأمل مكسور
لا يا صحبي خلاص انسى
أنا لست ع الصبر مجبور
قولت في حزن شديد
وفي صوت خرج مقهور
عجزنا نحبس الدمعة
و الحزن جوانا بحور

الأحد، 22 أبريل 2012

عندما يعجز القلـــم





كوب من الشاي .. منزل هادئ .. ليل صافي .. نسيم عليل .. ومجموعة من الورق المتناثر حولي .. امسك قلمي وأهم بالكتابة ولكن يالصدمة! قلمي يأبى البوح بما داخلي! اترك القلم .. امرر راحتيَّ على وجهي .. اغمض عيناي وأقوم بالاسترخاء قليلاً ثم أعاود المحاولة ولكن بلا فائدة!! 
ترى هل جف نهر الإيحاء الذي كان يروي أفكاري؟! أين تلك الأفكار المتزاحمة التي كانت تملأ رأسي طوال اليوم؟! لماذا أشعر الآن وكأن عقلي وقلبي فارغين؟! كأنني في مطاردة مع الكلمات وكلما أمسكت واحدة تهرب الأخرى!
أريد حقاً التعبير عما بداخلي عن مكنونات نفسي .. أرغب في أن أفرغ ما يحزنني في مئات الصفحات من الورق وعشرات القطرات من الحبر ثم أنثر ذلك الورق في كل مكان علَ ذلك يخفف من اضطراب أمواج خاطري .. فلماذا أيها القلم تخذلني الآن؟! 
ترى هل كنت مخطئةً حين ظننت أن الأمر لا يتطلب أكثر من مجموعة من الورق وجو هادئ وقلم؟! هل البوح بما في نفسي صعب إلى لهذه الدرجة؟ أتحدث إلى الشق الآخر من نفسي طوال الوقت وفي جميع الأحوال وفي كل المواقف .. فلماذا لا استطيع التحدث إلى الأوراق المبعثرة حولي؟ هل غرتِ يا نفسي من الورق فأبيتي أن أتحدث إليه؟ هل شعرتي بأنه سيكون بديلاً عنكِ؟ هل أنا مخطئة لأنني حاولت التخفيف من همومك ونثرها بعيداً؟! 
عجز قلمي أم عجزت أنا؟! كلما أمسكت بالقلم وهممت بالكتابة أشعر وكأن هناك قوة خفية تحرك يدي بعيداً عن الورقة التي أمامي وترمي بقلمي ليسقط صريعاً على الأرض.
قمت من موضعي .. مشيت قليلاً .. تحركت ذهاباً وإياباً بين أركان الغرفة حتى وقعت عيني علىها .. ارتسمت على شفتاي ابتسامةٌ خفيفة .. ثم تحركت نحوها .. حملتها من موضعها و وضعتها باتجاه القبلة .. توضأت وارديت عباءتي ثم قلت وقالت جميع أجزاء جسدي "الله أكبــــر" .. ركعت ثم رفعت يدي إلى السماء دعوت وابتهلت وفاضت عيناي بنهرين من الدموع .. لم أجد صعوبة في الكلام و لم تهرب مني الكلمات ولم تنتفض نفسي خوفاً من التعبير عما بداخلها .. انيهت صلاتي بالتسليم .. وضعت كفي على قلبي وشعرت به يقول لي "ما أسعدني الآن" كم كنت تائهة قبل تلك اللحظة .. بحثت عن ملجأ لأخرج ما بداخلي فلم اجده في اتساع الدنيا ولا في كثرة الناس بل وجدته في تلك الآيه، قال تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ". 
أستطيع الآن أن أقول: "عندما يعجز القلــــم .. ينفتح باب الدعــاء".

الجمعة، 2 مارس 2012

مالكم كيف تحكمون!!


         كثيراً ما اتعجب من هؤلاء الذين يرون الحق صوب أعينهم ثم يسلكون طريقاً غيره!! أتساءل هل عميت أعينهم أم أنهم يتظاهرون بالعمى؟! أم أن طريق الحق بات مظلماً و بعيداً حتى لا يُراه هؤلاء على امتداد ابصارهم؟! قِيل لي ذات مرة أن الحق له نورٌ يغطي كل ما حوله مهما كانت الظروف .. فماليَ لا أرى للحق سوى ذلك الضوء الخافت القادم من بعيد؟! و جلَ ما أخشاه أن يستمر هذا الضوء في التلاشي حتى ينطفىء تماماً.
ما بكِ أيتها العيون لماذا ترين كل شيء واضحاً عدا الحق؟! ماذا حل بأبصار الناس حتى بدأت تنحرف عن مسار رؤيتها الطبيعي! أم أنها بصيرتنا التي عميت!.. والله ما ضعف الحق يوماً ولكن قلوبنا هي التي ضعفت و وهنت وأبت أن تصمد في وجه موجة الباطل العاتية.
أيها الناس مالكم كيف تحكمون! رجالنا يَقتلون .. بيوتنا ينهبون .. مساجدنا يهدمون .. نسائنا يَغتصبون .. أطفالنا يذبحون .. حرماتنا يَنتهكون .. وأنتم تتحدثون وتتحدثون وتتحدثون!! ما هذا التخاذل والسكوت المهين؟! ألم ترد كلمة القتال و الثأر على قاموسكم المريض؟! ألم تشعل مشاهد القتل والدماء والظلم النيران في قلوبكم؟! سحقاً لهذا المارد الأسود الذي يحجب الرؤية عن قلوبكم وأعينكم و بصائركم وسحقاً لهذه البصائر والأعين و القلوب التي استسلمت لهذا المارد و تركت له الدفة ليحركها كيف يشاء.
أفيقوا وأستفيقوا وقوموا لنصرة أعراضكم وإخوانكم قبل فوات الأوان .. اقتلوا هذا المارد اللعين و سيروا على بركة بالله فوالله لا يتحقق النصر إلا بكم وبوحدكتم .. اعملوا لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة هؤلاء هي السفلى .. فما اجمله من مشهد أن نتجمع كلنا تحت رايةٍ واحدة هي لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله.
أهديكم هذه الأبيات لعلها تفتح الطريق لبصيص نور القلوب ليخرج إلى الدنيا ويضيئها

أَتَتْنِي في سكون الليل أطيافٌ لماضينا
وراحت تَنْثُرُ الأشواق والذكرى أمانينا
أما كنا في جوف الليل رهباناً مصلينَ
وفرساناً إذا ما قد دعى للموت داعينا
فمن للأمة الغرقى إذا كنا الغريقيــــتنَ
ومن للغاية الكبرى إذا ضَمُرَت أمانينا
ومن للحق يجلـــــــوه إذا كَلًّت أيادينا
أُسائِلُكُمْ ونفسي هل أصاب القحطُ وادينا؟
وهل جفت ينابيع الهدى أم أجْدَبَتْ فينا؟
فما المعنى بأن نحيا فلا نُحيٍي بنا الدينَ؟
وما المعنى بأن نَجتَرَّ مجداً ماضياً فينا؟
وحيناً نُطلِقُ الآهاتِ ترويحاً و تسكيناً
أينفعنا انهمار الغيث إن ماتت أرضينا؟
وما الجدوى من الأفكار ما جدوى المربينا؟
أكانت حرقة الإيمان تزييفاً وتلوينا؟
أكانت رنة القرآن ترديداً وتلحينا؟
أكانت تلكم الأفواج أرقاماً تسلينا؟
أسائلكم أٌسائلكم عسى يوماً يوافينا
ونُبرِمُ فيه بالإقدام يرموكاً وحطيناً
فعذراً إن عَزَفْتُ اليومَ ألحانَ الشَجِيِّينَ
وإن أَسْرَفْتُ في التِبْيَانِ عما بات يُضْنِينَا
فإن الكون مشتاقٌ لكم شوقَ المحبينَ
بنا يعلو منارُ الحقِّ في الدنيا ويُعلِينَا


الخميس، 1 مارس 2012

أمطار دموعي






أحب سقوط الأمطــــــــــــــار
كارهةً أمطـــــــــار دموعي
تسقط من عينـــــــــــي أنهار
معلنة عن نفض ضلـــــــوعي
أتسائل هل أجـــــــــــــــد فرار
من بين قلق و هلــــــــــــــوع
....
أبحث عن حب كبــــــــــــــداية
ليعالج قلبي المـــــــــــــوجوع
ولا أجد للحــــــــــــــــب سبيلاً
فطريقي لا يرضـــــــــى رجوعي
........
يأسٌ يهوى أن يملــــــــــــــكني
لكن عقلي يأبى خـــــــــــضوعي
ويأبى جسدي أن يتـــــــــــحرك
وضلوعي بدأت ترفض طــوعي
ترى هل أجد مـــــــــــــــــــلاذاً؟
أم تنتــــــــــــصر على دموعي؟
.........
لم أجد إلا دعـــــــــــــــــــــاءً
يضمن لي طريق رجـــــوعي
فدعوت الله في صفوةِ نفـــس
ما بين رجـــــــــــــاء و خشوع
يسر لي يارب طريقــــــــــــــي
وابعث لي من يمـــــحو دموعي

الثلاثاء، 28 فبراير 2012

حاجز العشرين



عشرون عاماً انقضت من عمري!! بحلوها ومرها وبسعدها وشقائها و بجميع تقلبات الزمان بها، أذكر نفسي عندما كنت طفلةً لم تتجاوز الخامسة .. أذكر نظرتي للحياة كيف كانت بسيطة وعفوية .. أذكر أن أهم القضايا التي كانت تشغل بالي وتفكيري هي حصولي على تلك الدمية أو هذا الفستان، أتذكر كيف كانت نظرتي لمن بلغوا العشرين عاماً، كنت أظنهم أكثر الناس حظاً وكيف لا وقد أصبحوا في أزهى مراحل الشباب .. أتذكر احتفاء الآخرين بهم وترديددهم لعبارات "أصبحتِ إمرأة" أو "غدوتَ رجلاً" لكني كنت استغرب مسحة الحزن تلك اللي كنت ألتمسها في عيني كل من بلغ العشرين، وددت كثيراً أن استفسر عن سبب هذا الحزن و لكن دائماً ما كانت تخونني شجاعتي، و الآن و بعد خمسة عشر عاماً يشاء الله أن أكون واحدةً منهم.
"مبروك بلغتِ العشرين" يا الله ما أثقل عبء هذه الكلمة على كاهلي، كيف كبرت بهذه السرعة؟ كيف مر بي الوقت دون أن أدركه؟ أحاول كثيراً أن استوقف ذاكرتي عند أهم محطات عمري التي انقضت دون أن أنتبه إليها فلا أجد فيها سوى القليل من الصور الباهتة غير واضحة المعالم.
كثيرةٌ هي المواقف التي تذكرني بأن الوقت يداهمني و بأن سيفه لا يرحم أحداً، فعلى قدر سروري ببلوغي العشرين و اقترابي من السن المميز عندي سن الواحد والعشرين سن الرشد إلا أنني كثيراً ما أتصادم مع مخاوفي التي تأخذني دائماً إلى الخلف حيث يوجد قلقي واكتئابي.
حيرة .. تشتت .. مفاجأة .. فرح .. فراغ.. إلى متى ستستمر أيها العقل المسكين في التقلب بين هذه المصطحات دون تحديد وجهتك؟! أما آن لسفينة التفكير السليم أن تغادر ميناء هذا الشاطئ الحزين؟! ما الفائدة من النظر إلى عمق مياه الحياة إذا لم تسيري أيتها السفينة و تصارعي أمواجها بنفسك؟! الغرق احتمال وارد و لكن الوصول لضفة النجاح أيضاً احتمال وارد، ما الضرر من التجربة و التقدم نحو الأمام إذا لم يكن هناك ما يمنع؟! لقد قالها أحد الحكماء منذ زمن بعيد "الحياة تجارب" و قد قررت أن أخوض تجربتي، ليس من الضروري أن أنجح في كل المواقف فلكل جواد كبوة، و ليس إلزاماً أن أختار الخيار الصحيح على طول الطريق فأنا لست منزهة من الخطأ لا سمح الله، إذا كان الوقت كالسيف فحريٌ بيَ أن أكسر هذا السيف قبل أن تطولني حدته.
لقد عبرتُ حاجز العشرين و ما كان قد كان فلا فائدة من البكاء على اللبن المسكوب، الأفضل أن أنظر لما هو آت، إذا أعطاني الله عمراً فلن أترك العشرون عاماً القادمة تذهب سداً، سأعمل واجتهد وأنجح وأفشل وأكرر المحاولة و أتعلم من أخطائي، العشرين ليست نهاية العالم بل بدايته، انتهت الآن مرحلة الطفولة وحان الوقت لعبور هذا الباب للدخول إلى باب آخر ومنطقة أخرى هي منطقة العقل و الرشد و التعلم .. فبسم الله أبدأ رحلتي.

السبت، 18 فبراير 2012

اسكت يا لساني




        "اسكت يا لساني" عبارة أرددها كثيراً لمنع لساني بالنطق بما لا تحمد عقباه، فما أكثر استفزازت الحياة التي تضعني دائماً في خانة اليك، أكبر مشكلاتي تكمن في نقدي الدائم لمن حولي!! و كثيرٌ من انتقاداتي يكون مؤلماً و قاسياً،  فدائماً أظل حائرة بين أمرين: الأول كوني لا أرى نفسي أفضل من الأشخاص الذين انقدهم، و الثاني هو وجود الصفات التي تجعل الآخرين محل نقد في نظري.
ما العمل إذن؟ هل أمتنع عن ابداء الرأي فيمن حولي؟ أم أظهر ما أرى فيهم من عيوب؟
أحدهم قال لي ذات مرة "لستي أفضل منا حالاً .. فعندما تشيرين إلينا بإصبع الاتهام يكون هناك ثلاثة أصابع أخرى تشير إليكِ .. أمعني النظر في يدك عندما تشيرين لشخص ما بإصبح الاتهام ذاك و ستري أن عيوبك ضعف عيوب هذا الشخص ثلاث مرات على الأقل". يا إلهي .. ما أسوأ هذا الموقف الذي وضعني فيه ذاك الشخص .. بل ما أسوأ عيني التي لم ترى سوى عيوب الآخرين .. لا بل لا يوجد أسوأ من عقلي الذي لم يدرك عيوب شخصي الحقيقي و بدلاً من ذلك أطلق لساني بلا ظابط و لا رابط.
أدركت الآن لماذا كان كتمان الغيظ واجباً، أهٍ ياليتني انتبهت لقوله تعالى "والكاظمين الغيظ و العافين عن الناس" أو قوله تعالى "ادفع بالتي هي أحسن".
 لكن الجميل في الأمر أن الأوان لم يفت بعد و كما كانت تقول جدتي  بلغتها البسيطة "اللي انكسر يصّلح" و الحمد لله الذي خلق الإنسان إنساناً لينسى إساءات الآخرين له، و الحمد لله الذي جعل من حولي يمكلون قلوباً بها جرعة كافيه من الصفاء تجعلهم دائماً حولي رغم انتقادي المستمر لهم.
يا الله .. كم من الوقت استغرقت حتى أدرك أن الحياة هي الحياة منذ خلق سيدنا آدم عليه السلام، مبادئها و مكوناتها و قيمها ثابتة لا تتغير ولكن من يتغير هو نحن  البشر المتنقلين جيئة و ذهاباً بين الظروف التي نصنعها بأيدينا ثم نلقي اللوم على الحياة المسكينة إذا لم تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن المحملة بتقلبات مزاجنا. 
لن أتوقف عن قول عبارة "اسكت يا لساني" و لكن هذه المرة سأرددها لكي أتعلم أن عيوبي تطغى على عيوب الآخرين، و لن اتوقف عن النظر إلى أصابعى عند الإشارة للآخرين لأن الطريف أنني أدركت أن الأصابع التي تتجه نحوي قد تظهر ما هو جميل عندي و لكن فقط حين الإشارة إلى شخص بهدف اظهار ما هو محمود فيه.
ما أجمل أن أقول الآن "فلتسكت أيها اللسان و لتنفتح أيها العقل".

Zeina