كثيراً ما اتعجب من هؤلاء الذين يرون الحق صوب أعينهم ثم يسلكون طريقاً غيره!! أتساءل هل عميت أعينهم أم أنهم يتظاهرون بالعمى؟! أم أن طريق الحق بات مظلماً و بعيداً حتى لا يُراه هؤلاء على امتداد ابصارهم؟! قِيل لي ذات مرة أن الحق له نورٌ يغطي كل ما حوله مهما كانت الظروف .. فماليَ لا أرى للحق سوى ذلك الضوء الخافت القادم من بعيد؟! و جلَ ما أخشاه أن يستمر هذا الضوء في التلاشي حتى ينطفىء تماماً.
ما بكِ أيتها العيون لماذا ترين كل شيء واضحاً عدا الحق؟! ماذا حل بأبصار الناس حتى بدأت تنحرف عن مسار رؤيتها الطبيعي! أم أنها بصيرتنا التي عميت!.. والله ما ضعف الحق يوماً ولكن قلوبنا هي التي ضعفت و وهنت وأبت أن تصمد في وجه موجة الباطل العاتية.
أيها الناس مالكم كيف تحكمون! رجالنا يَقتلون .. بيوتنا ينهبون .. مساجدنا يهدمون .. نسائنا يَغتصبون .. أطفالنا يذبحون .. حرماتنا يَنتهكون .. وأنتم تتحدثون وتتحدثون وتتحدثون!! ما هذا التخاذل والسكوت المهين؟! ألم ترد كلمة القتال و الثأر على قاموسكم المريض؟! ألم تشعل مشاهد القتل والدماء والظلم النيران في قلوبكم؟! سحقاً لهذا المارد الأسود الذي يحجب الرؤية عن قلوبكم وأعينكم و بصائركم وسحقاً لهذه البصائر والأعين و القلوب التي استسلمت لهذا المارد و تركت له الدفة ليحركها كيف يشاء.
أفيقوا وأستفيقوا وقوموا لنصرة أعراضكم وإخوانكم قبل فوات الأوان .. اقتلوا هذا المارد اللعين و سيروا على بركة بالله فوالله لا يتحقق النصر إلا بكم وبوحدكتم .. اعملوا لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة هؤلاء هي السفلى .. فما اجمله من مشهد أن نتجمع كلنا تحت رايةٍ واحدة هي لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله.
أهديكم هذه الأبيات لعلها تفتح الطريق لبصيص نور القلوب ليخرج إلى الدنيا ويضيئها
وراحت تَنْثُرُ الأشواق والذكرى أمانينا
أما كنا في جوف الليل رهباناً مصلينَ
وفرساناً إذا ما قد دعى للموت داعينا
فمن للأمة الغرقى إذا كنا الغريقيــــتنَ
ومن للغاية الكبرى إذا ضَمُرَت أمانينا
ومن للحق يجلـــــــوه إذا كَلًّت أيادينا
أُسائِلُكُمْ ونفسي هل أصاب القحطُ وادينا؟
وهل جفت ينابيع الهدى أم أجْدَبَتْ فينا؟
فما المعنى بأن نحيا فلا نُحيٍي بنا الدينَ؟
وما المعنى بأن نَجتَرَّ مجداً ماضياً فينا؟
وحيناً نُطلِقُ الآهاتِ ترويحاً و تسكيناً
أينفعنا انهمار الغيث إن ماتت أرضينا؟
وما الجدوى من الأفكار ما جدوى المربينا؟
أكانت حرقة الإيمان تزييفاً وتلوينا؟
أكانت رنة القرآن ترديداً وتلحينا؟
أكانت تلكم الأفواج أرقاماً تسلينا؟
أسائلكم أٌسائلكم عسى يوماً يوافينا
ونُبرِمُ فيه بالإقدام يرموكاً وحطيناً
فعذراً إن عَزَفْتُ اليومَ ألحانَ الشَجِيِّينَ
وإن أَسْرَفْتُ في التِبْيَانِ عما بات يُضْنِينَا
فإن الكون مشتاقٌ لكم شوقَ المحبينَ
بنا يعلو منارُ الحقِّ في الدنيا ويُعلِينَا
صح يا دكتورة نفسي نعرف نغلب الحق على الهوى
ردحذفمنوارني
^_^