الاثنين، 19 نوفمبر 2012

نهاية كل شيء وبداية كل شيء!









يقولون أن الألم يولد النسيان! ماذا لو كان الألم أكبر من أن ينسى؟ ماذا لو كان القلب أضعف من أن يتحمل المصائب؟ 
كم من الصعب أن يظل الإنسان في ثبات عميق ممتد  ثم يصحو على صفعة تكاد تفصل الرأس عن الجسد .. حينها تحتار المشاعر ما بين المفاجأة والصدمة والحزن.

أهٍ أيها القلب ما أضعفك! أهٍ أيتها الدموع ما أصعب انهمارك! أهٍ أيها النسيان كم أنت صعب المنال! 

يال هذه الحياة التافهه التي تنتهي في ثوان .. كم من شخص كان يأكل ويشرب ويتتفس وينام ويصحو كباقي بني الإنسان ثم في لحظة ينتهي كل شيء!! 
يا الله ما أشدها من صفعة! و ما أصعبها من لحظات! يتحول الصمت فيها إلى سجان يكبل اللسان بسلاسله وتتحول العبرات إلى قطرات من لهب تشعل القلب بلا رحمة.
فجأة تغدو حياة الأشخاص مجرد ذكريات ويصبح الفرد منهم مجرد صور ومواقف في خيال من أحبوه .. رحماك ياربي.
أتسال كيف تنجح الدنيا في أن تلهينا عن هذه الحقيقة فننساها أو .... نتناساها (قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم) (كل من عليها فان) (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد) .. 
نعم إنه "الموت" نهاية كل شيء وبداية كل شيء .. كم من الصعب مراقبة الحياة وهي تفنى وتنتهي وتأخذ الواحد تلو الآخر من حولك .. في كل مرة يشُق الأمر أكثر، وكل فجيعة تأتي توقظ ما في الفؤاد من حزن وذكريات عن أشخاص كانوا يوما هنا .. ثم ذهبوا بلا عودة.
كم تمنيت أن أخبرك بمقدار حبكي لك وبمكانتك في قلبي، كنت أقول في نفسي:"سيأتي اليوم الذي أخبره فيه بهذه الكلمات وأقبل رأسه  فلا يوجد أكثر من الأيام" .. يالي من حمقاء! كيف ظننت أن الأيام ملكي؟ بماذا ينفعني التمني الآن؟! ليس بيدي يا عمي الحبيب سوى الدعاء لك في كل وقت وفي كل صلاة بالرحمة والمغفرة وبجنة عرضها السماوات والأرض.
سأترك دموعي تنهمر وأردد قول سيد الخلق "إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك لمحزونون".